أكد ذ.عبد الله ساعف الوزير السابق بوزارة التعليم و أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بأكدال بالرباط و عضو اللجنة الاستشارية المعدة لدستور المملكة لسنة 2011، و الذي له مساهمات عديدة في التأطير الإعلامي و سيرة ذاتية حافلة بالعطاءات و الرئيس المؤسس و الشرفي للمنتدى المدني الديمقراطي المغربي، أن موضوع : ” الصحافة المستقلة و رهانات التحول الديمقراطي بالمغرب” الذي التأمت حوله ثلة من الباحثين و المهتمين و الصحفيين المهنيين و مراسلي جرائد وطنية حزبية و مستقلة بمكناس يوم السبت 30 ماي 2015 برحاب قاعة النسيج الجمعوي المجانبة لمحكمة ا لاستئناف بالعاصمة الاسماعيلية، هو موضوع يحظى بأهمية خاصة متمثلة برأيه في مقارنة الأخلاقيات المهنية في الجامعات و في الممارسة الميدانية، ليقف في مداخلته كمهتم بميثاق أخلاق علم السياسة على أخلاقيات الصحافة في الإطار المؤسساتي الذي نص عليه دستور المملكة الجديد لسنة 2011 و الناص بالأساس إلى ضرورة التنظيم الذاتي لقطاع الصحافة لأنه قطاع ينظم نفسه بنفسه بالاعتماد على عدة أرضيات طرح من خلالها لعدة تساؤلات من بينها : ماذا يعني أن نكون صحفيا؟
ليبرز في هذا السياق أن الصحفي المهني يعتبر من وجهة نظره فاعلا اجتماعيا بالدرجة الأولى في خدمة حق عموم الناس في الولوج إلى المعلومة المفترض نقلها صحيحة و نزيهة و نقلها بدقة لعموم الجمهور مشيرا أن مهمة الصحفي المهني كشخص تتمثل في تقديم حقائق لأنه برأيه ليس من السهل الاجماع على حقيقة واحدة مشيرا في ذات السياق أن الصحفي المهني ينقسم إلى قسمين فهناك الصحفي المهني المتخرج من المعاهد العليا للإعلام و الاتصال و هناك الصحفي المهني الذي يكتسبها من خلال خضوعه للتكوين في الميدان و عموما برأيه الصحفي المهني هو الذي يحترم الممارسات الأخلاقية عبر عقد غير مكتوب بينه و بين عموم الجمهور و الناس. متسائلا في ذات السياق هل الصحفي يمكن اعتباره فاعلا سياسيا؟ و ماذا تعني أخلاقيات المهنة بالنسبة إليه؟ ليؤكد عقب مداخلته على أن الصحفي يمكن أن يكون مناضلا سياسيا كمواطن و أن ميثاق الأخلاقيات يلزمه في حياته العملية بالتركيز على التقنيات المعتمدة في نقل الأخبار مشيرا في هذا الإطار أن هناك اليوم توثرا بين أخلاقيات المهنة و المزاولة مستشهدا بتجرته حول محاولة الصحفيين بإحدى المؤتمرات المغاربية التي حضرها بتونس و ضمت 15 ورقة تمثلت في توحيد الرؤية على ميثاق أخلاقيات مزاولة المهنة، ليؤكد أن الصحافي هو فاعل جمعوي بامتياز و لا يمكنه أن يكون فاعلا سياسيا و تروم مهمته إلى تنوير الرأي العام و الوساطة بين المجتمع و السياسة محايدا بذلك في عمله و في نقله للمعلومات مشيرا في هذا الباب أن هناك معسكرين يتضاربان في المواقف و هما معسكر متعلق بناس مع الحداثة و معسكر آخر ضد الحداثة الشيء الذي يجعل من مهمة الصحفي المهني الاقتصار على معالجة المعلومة و الإعلام.
يشار أن هذه الندوة عرفت جلستين، الجلسة الأولى خصت موضوع الإطار السياسي و التنظيمي للصحافة المستقلة بالمغرب، تم تسييرها من قبل ذ. محمد العمراني و أطرها ذ. علي كريمي أستاذ بكلية الحقوق بالدار البيضاء و بالمعهد العالي للإعلام و الاتصال في موضوع : “الشرط السياسي الذي من خلاله تطورت قوانين الإعلام المستقل بالمغرب”، و ذ. خالد الغالي ذ. بالمعهد العالي للإعلام و الاتصال الذي تناول موضوع : ” الوضعية القانونية لعمل الصحافة المستقلة بالمغرب”، ليتم في الجلسة الثانية التي سيرها ذ. عزالدين النملي و تعلق محورها بموضوع: “واقع و إكراهات الصحافة المستقلة بالمغرب” تأطيرها من قبل ذة. مرية مكريم صحفية مهنية في موضوع: ” الصحافة المستقلة… الألغام و المحاذير” ، و ذ. فوزي رحيوي صحفي مهني في موضوع: ” الصحافة المستقلة بالمغرب بين الورقي و الالكتروني”، و ذ. عبدو حقي استاذ باحث في موضوع دور الصحافة في التحولات الديمقراطية بالمغرب”، و ذ. عبد المالك القدوسي أستاذ جامعي و باحث في الإعلام في موضوع : ” الرقابة الذاتية في الصحافة المستقلة مبرراتها و ميكانيزماتها..”. سنعود لمحاورها بالتفصيل لاحقا.
كما يشار أنه حضر أشغال هذه الندوة ذ. أحمد المخزن رئيس المنتدى المدني الديمقراطي المغربي و ذ. محمد شقرون رئيس فرع مكناس و شخصيات مثقفة و نخبة من فعاليات المجتمع المدني و السياسي بمكناس و الرباط.
فوزي رحيوي / ميزة بريس.
قم بكتابة اول تعليق